موقفي من مشروع التقسيم الجاري تنفيذه في اليمن
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
– غيبتني جميع وسائل إعلام أطراف الحرب و الصراع، و عروضها المتاحة لشخص مثلي، تصب في حدود خدمة استمرار الحرب، و خدمة أطرافها أو بعضها، و تصب دعواتها إجمالا في خدمة أجندت هذه الحرب اللعينة و أهدافها المخيفة .. و لذلك أجد نفسي دوما في موقع الحذر أو الرفض في التعاطي مع سياسات تلك الوسائل الإعلامية و الداعمين لها..
– و ليس هذا فقط، بل تعرضت لضخ و تضليل إعلامي واسع من قبل جميع أطراف الحرب، استهدفت تشويه مواقفي، بل وزاد فيها ما ليس منها..
و لذلك أحاول دوما تصحيح و تصويب تلك التصورات التي صنعتها وسائل إعلام الحرب و جيوشها الإلكترونية الممولة من المال العام أو من المال السياسي لدول النفط..
– و في إطار أيصال مواقفي لا أجد غير صفحتي هذه، و موقع “يمنات” الإخباري، و كل المحبين لأنقل من خلالهم هذه المواقف، في مرحلة أراها حساسة و خطيرة، يترتب عليها تهديد وجودي لليمن، جغرافيا و كيان و إنسان..
– أنا إنسان حالم .. صاحب رأي .. لا منتمي .. متمرد يرفض الاحتواء .. روح قلقة تأبى أن تخون أو تهدأ أو تستكين .. لا توجد لدي مصالح شخصية أو مصالح صغيرة تجعلني أقف على الضد من مصالح وطني الكبير..
(2)
– لا توجد لدي مخاوف فئوية أو حزبية أو طائفية أو غيرها تدفعني إلى الارتهان لهذه الدولة أو تلك .. لهذا الطرف أو ذاك، كان محليا أو اقليميا أو دوليا.. أرفض المشاريع الصغيرة بكل مسمياتها، طالما هي تأتي على حساب اليمن و مصالحها الكبرى .. أرفض المشاريع الصغيرة التي تأتي على حساب اليمن، و وحدته، و استقلاله، و سيادته و سلامة أراضيه..
(3)
– أرفض الحرب، و أرفض المشاريع التي يجري التأسيس لها، أو تنفيذها بالحرب، أو فرضها من الخارج بالقوة على حساب اليمن و شعبه .. كما أرفض الانجرار إلى أي مستنقع من مستنقعات أطرافها .. و أؤوكد بيقين أن مشاريع هذه الحرب تأتي حتما على حساب اليمن و مستقبله جغرافيا و إنسان..
(4)
– أرفض كل فرقاء هذه الحرب الظالمة التي استغلت فقرنا و عوزنا و فاقتنا و رواتبنا، و حولتنا إلى محاطب حرب، و منفذين للمشاريع، و الأطماع الخارجية، و الجاري تنفيذها في اليمن على حساب حاضرها و مستقبلها، بل و أيضا على حساب وجودها المستقبلي..
(5)
ما يحدث اليوم و برضى جميع الأطراف اليمنية المتحاربة، و بدعم إقليمي و دولي، هو تأسيس لكيانات، و دول جديدة مستقلة عن بعض، بدلا عن الدولة اليمنية القديمة و المتحللة بالحرب، و بأدوات سلطات الأمر الواقع التي تنفذ على الأرض نفس المشروع المدعوم خارجيا بقوة من قبل دول الرباعية..
و ستكون الكيانات و الدول الناشئة الجديدة ضعيفة، و غير مستقرة، و هشة، و مرتهنة كلية للخارج، بما فيها تلك الدول الناشئة التي تراهن أنها ستكون غنية كحضرموت و مأرب و شبوة .. و ستكون مستباحة السيادة و الثروة و الجغرافيا، فضلا عن أنه سيتم استقطاع أجزأ واسعة من أرضيها، و ستكبل باتفاقيات دولية ثقيلة و مجحفة، لن تستطيع الخلاص منها حتى بعد عهد طويل..
(6)
بنك في صنعاء و بنك في عدن و بنك في مأرب و بنك في حضرموت و بنك في الحديدة، و بنك في المهرة .. و يجري استكمال البقية أو تعزيز ما هو قائم..
كل بنك صار يخضع لسلطة الأمر الواقع الذي يقع في إطارها ذلك البنك .. و هذا إنما نواة لإدارات مالية و مصرفية مستقلة في المستقبل، بالإضافة إلى تشكيل و تكوين اقتصاديات تؤسس مستقبلا من خلال مرحلة انتقالية لدويلات مستقلة على أنقاض اليمن القديم..
و يجري هذا بتواطؤ كل الأطراف المحلية المتحاربة، و بدعم دولي واضح، و تقف على رأس هذا الدعم “دول الرباعية”..
(7)
هناك اتفاقيات سرية غير معلنة، و قد كشف نبيل خوري نائب السفير الأمريكي الأسبق عن جانب منها، و هو ينصح القبائل اليمنية بعدم المشاركة في مواجهة الحوثيين في حجور .. حيث قال أن ما يحدث في حجور خارج الاتفاق..؟! ثم انتهت أحداث حجور لتؤكد أن ما حدث كان خارج الاتفاق..
فعن أي اتفاق يتحدث..؟! ما هي بندود ذلك الاتفاق..؟! و بين من .. و من..؟! و أين يبدأ هذا الاتفاق و أين ينتهي..؟! لا ندري..!!
و لكن ما يجب أن ندريه، هو أن هناك مؤامرة كبرى تستهدف اليمن وجوديا من شماله إلى جنوبه و من شرقه إلى غربه .. و هي مؤامرة تخدم في المقام الأول الأهداف و الأطماع الخارجية، و لن تكون بأي حال لصالح اليمن أو شعبه و مستقبله..
(8)
هناك نواه لجيوش محلية يتم صنعها بدلا من الجيش اليمني السابق .. الأحزمة الأمنية في عدن، و النخبة الشبوانية في شبوة، و النخبة الحضرمية في حضرموت، و الجيش و اللجان في صنعاء و ما والاها، و هناك أشياء مماثلة لم تحسم بعد، مع بعض التعقيد في الحديدة و مأرب و تعز..
و تبعا لذلك يجري فرض الأمر الواقع على الأرض، و على هذا الأساس..
كل هذا يشي بوضوح إلى نواة جيوش لدويلات يجري تأسيسها، على أنقاض اليمن الواحد، و بدعم كبير من قبل دول الرباعية..
(9)
يجري في صنعاء الإعداد لانتخابات نيابية بدل شاغر لأعضاء مجلس النواب المتوفيين، و بعمل أحادي، و من طرف واحد، و حصرا في الواقع على المناطق الواقعة تحت سلطة الأمر الواقع في صنعاء، علما أن هكذا خطوة، ليس فيها ما هو مٌلح أو وجود ما يستدعي القيام بخطوة عاجلة كتلك، و في ظل هكذا ظروف .. و الأهم أن حدثا كهذا يجري بتواطؤ خفي من قبل “الرباعية”..
الحقيقة هذه الخطوة تخدم الرباعية، و المشروع التمزيقي لليمن، و ذلك من خلال خلق شرعيات جديدة محل شرعية مؤسسات و سلطات اليمن الموحد القديم..
و سبق هذا في الجنوب تأسيس الجمعية الوطنية باعتبارها برلمان جنوبي..
و الأهم سبق هذا و ذاك مخرجات ما يسمي بالحوار الوطني الشامل، و تشي تلك المخرجات بانتخابات برلمانات للأقاليم، و أيضا تشكيل حكومات خاصة بالأقاليم..
خلاصة القول أن ما يحدث و سيحدث هو استبدال الشرعيات القديمة بشرعيات تمزيقية جديدة تؤسس لعدة دول في قادم الأيام، تقوم على أنقاض اليمن الواحد..
(10)
التشكيلات و الألوية العسكرية المدعومة من التحالف في اليمن، لا تخضع لهيكلية رأسية، و لا تتلقى أوامرها من وزارة الدفاع أو حتى من قادتها الميدانيين، أو حتى من هادي، بل في الحقيقة تتلقى أوامرها و توجيهاتها مباشرة من أبو ظبي و الرياض..
هذا الأمر ليس عفويا، و لم يكن صدفة, بل هو جزء من سياسة دول التحالف .. و يندرج في إطار سياسة الفوضى و درء لأي تمرد محتمل، و ضمانا للولاء، و تنفيذ التوجيهات، و إدارات التناقضات بين السعودية و الإمارات، وتلقي الأوامر بحسب ما يتم الاتفاق عليه.
السعي لإخلاء حضرموت من الألوية المحسوبة جغرافيا على الشمال، لازال محل تفاوض و مساومة بين السعودية و الإمارات، و على ضوء التطورات، و ما سوف يتم الاتفاق عليه سيكون التنفيذ..
كل شيء يدار من غرفة العمليات المشتركة بين أبو ظبي و الرياض، و ليس من قبل اليمنيين، و ما سيتم الاتفاق عليه سيندرج في إطار المشروع الجاري تنفيذه، و هو الأقلمة على طريق إنشاء دويلات جديدة مستقبلا على ما كان يسمى يمن.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.